http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Sports/2008/6/Thumbnails/T_5280e399-fbd4-4a99-a3e8-8876b6d13f66.gifقبل وقت من انطلاق مباريات يورو 2008 والعراقيون في استعداد لتتنافس فيما بينهم حول المنتخبات الاوربية التي يشجعونها ، حيث ينقسم الجمهور طبقا لقناعات خاصة منها وجود اللاعبين
صورة مركبة تجمع المنتخب الهولندي والمنتخب البرتغالي
لعالميين مع فرق بلدانهم ، كانوا ينتظرون ان تنطلق البطولة التي كثيرا ما تابعوا اخبارها من خلال وسائل الاعلام ، وعرفوا الفرق التي تلعب في نهائياتها ، وراحت الاحاديث تأخذ اشكالا مختلفة مع اقتراب موعد البطولة ، لكن مباريات منتخب العراق ضمن تصفيات كأس العام كانت تأخذ الحيز الاكبر من الانشعال خاصة بعد نتائجه السيئة ، ولاسيما ان مباراة العراق مع استراليا كانت في المساء ذاته التي تم افتتاح بطولة امم اوربا فيه ، لكن اللهفة للمتابعة متواصلة ، وان كانت هنالك منغصات فاجأت المتابعين مثل التشفير الذي اصبح حاجزا صعبا امام المشاهدة المستريحة للعراقيين في بيوتهم لاسيما بين الشرائح الشعبية التي كما هو معروف هي الاكثر تشجيعا ومتابعة لاخبار الكرة ، ومع ذلك فهنالك العديدون ممن وجدوا انفسهم مضطرين الى التعامل مع التشفير وفق اسلوبه ، فأشتروا بطاقاته ، وهم قلة طبعا ، اما الاغلبية فقد اتجهت الى ثلاث قنوات ارضية تخصصت في نقل المباريات هي المشرق والمسار ونهرين ، على الرغم من ان الصورة ليست واضحة جدا كما ينبغي ان تكون ، ولا تمتلك مواصفات القناة المشفرة النقية الصافية ، ولكنهم لايجدون بدا من متابعتها ، وان اخبرني احد المتابعين انه يشاهد المباريات على القمر الاوربي ولكن في غياب متعة التعليق .
ليس هنالك من فريق محدد يشجعه العراقيون ، فهناك المنتخب الايطالي ، بطل العالم الذي يجد فيه بعض المشجعين انه سيكسب البطولة ولكنه بعد ان سقط امام المنتخب الهولندي بالثلاثية النظيفة ابتأس مشجعوه وتنابزوا بالاستفزازات مع سواهم ممن يشجعون منتخبات اخرى مثل هولندا والمانيا والبرتغال واسبانيا وتركيا الجارة التي تحمل اكثر من سبب للتشجيع ، وهذه الفرق على الاغلب الاعم هي اكثر ما يشجع العراقيون ويحرصون على متابعة مباريتها ، حيث يرى الاغلبية من المشجعين ان الفرق التي لها ستتنافس على اللقب ثلاثة فقط وهي : البرتغال وهولندا وكرواتيا ربما التي ستكون الحصان الاسود في البطولة ،مثلما كانت اليونان في البطولة السابقة .
ولان المباريات تجري في الليل فالمقاهي تغلق ابوابها في اغلب المناطق الا بعضها التي هي في المناطق الشعبية ، لذلك يضطر الاغلبية الى مشاهدة المباريات في البيوت ، ولكن الاحاديث لاتنقطع في النهارات عنها ، فكل ما يشاهد في الليل وما تجيش من مشاعر ، يعلن عنه في النهار وتتمازج الاحاديث عن المنتخب الافضل ونتائج الامس زفكرة الذي سيترشح للنهائي ، فهي تدور حول منتخبات البطولة الاوربية التي يجدها البعض بطولة عالم مصغرة ، وكنت اظن ان المتابعة قليلة وغير مشجعة للكتابة عنها ، ولكنني حينما رحت اسأل وافتش وجدت ان المباريات تأخذ حيزا من اهتمام الناس لا سيما في الليل حيث انني وجدت ان اغلبية كبيرة لايشاهدون المباراة الاولى بسبب عدم وجود الكهرباء وكون الوقت عصرا وهو اجمل ما في صيف بغداد ، ما عدا المباريات المفضلة لديهم ، كما قال لي احدهم وهو يشجع منتخب المانيا ، ولانه يلعب في الفرق الشعبية فقد ترك فريقه من اجل مشاهدة المباراة ، لكنه اتصل لي وعبر لي عن غضبه بعد خسارة المانيا امام كرواتيا .
كانت المقاهي على قلتها تحفل بالحضور المتابع في العديد من اماكن بغداد كما علمت ذلك من اصدقاء وزملاء اكدوا ان الشغف الكروي بأمم اوربا اتسع وان المتابعة كبيرة ، وان العديد من المقاهي تظل الى نهاية اخر مباراة ، وان
فرحة العراقيين بفوز منتخبهم
الجمهور يغضب للخسارة ويفرح للفوز ويستريح للمباريات الحلوة والقوية ، وتعجبه المفاجآت ، وقد قال لي احدهم : انا اشجع المنتخب الهولندي واعلم انه سيفوز بالبطولة بعد ان اكتسح ابطال العام ، ولكنني احب المفاجآت ، لا اريد ان اشاهد هذا الفريق القوي وهو يفوز بل اريد ان اشاهد فريقا اضعف من يغلبه ، يعجبني ان اشاهد صراعا قويا كي استمتع .
اتصل بي صديق يسكن في مدينة الصدر واخبرني ان المقاهي تظل حتى انتهاء اخر مباراة تتواكب مع حشود المشجعين ، حيث تفك شفرة قناة الجزيرة ، او بعضها يعتمد على القنوات الارضية ، وان المنافسة بين المشجعين على اشدها لاسيما بين مشجعي المنتخبات الكبيرة ، واخبرني ايضا ان هولندا اصبحت في نظر الكثيرين صاحبة القدح المعلى بعد ان هزمت ابطال العالم (المنتخب الايطالي) واظهرت قوة جديدة اعادت بها الصورة الجميلة الباقية في الاذهان عن كرة السحر البرتقالية ، بيد ان البعض يرى ان حظ البرتغال اوفر بوجود النجم (كريستيانو رونالدو) الذي اصبح يذكر بنشاط مارادونا عام 1986على حد تعبيره ، وان الطريف كما قال ان البعض ما زال يتمسك بأيطاليا ويمنحها الترشيح للقب وانها ستنهض من ركام الهزيمة لتحقق اللقب الغالي وتضعه بجانب كأس العالم .
في المقهى القريب مني .. ما ان يأتي المساء حتى يتجمع المشحعون من مختلف الاعمار ، على الشاشة التي تتخذ من (الجزيرة) نبضا لها ، وشاهدت كيف ان الهدوء يخيم على المكان رغم انه مكتظ بالمتابعين ، وبالامكان معرفة السبب ، حين نعرف الفريقين اللذين يتباريان وهما : النمسا وبولندا ، فليس لهذين المنتخبين من مشجعين ولكن متعة المباراة هي التي تجعل الجميع في حرص على مشاهدتها ، قال لي احدهم : المتعة هي اجمل ما في البطولة حيث جميع الفرق تتنافس وكلها تتحدى ، شغفنا بكرة القدم لا ينقطع لانها اللعبة الشعبية الاولى في العالم وسواء كانت المباريات مشفرة او غير مشفرة فلا بد ان نجد منفذا لمشاهدتها ، انها مباريات قوية وجميلة ولا بد من مشاهدتها ، هذا الشخص قال لي ايضا : الهدوء الذي تراه وليد هذه المباراة فقط ولكن عندما تلعب الفرق الاخرى يتبخر هذا الهدوء مع صيحات المشاهدين ، لان كل واحد منهم يشجع فريقا .
ومع وجودي في المكان .. عرفت ان الاغلبية ترشح منتخبي هولندا والبرتغال للمباراة النهائية اعتمادا على المستوى الذي قدماه خلال المباراتين السابقتين ، وان كانت الحسرة بادية على الوجوه التي تشجع ايطاليا المنتكسة بخسارة قاسية امام المارد البرتقالي الهولندي .
ما زلنا في مباريات الدور الاول من البطولة وقطعا الترشيحات ربما لا تستقر مثلما ان كرة القدم ليس لها امان ، ولكن سنرى ما سيحدث خلال الاسبوع المقبل في الكرة الاوربية .