اسم الصفحة: المدى الرياضي
بغداد / خليل جليل
مع بدء العد العكسي لانطلاق منافسات الدور النهائي او ما يطلق عليه بدوري النخبة المقرر انطلاقه الجمعة المقبل على ملاعب العاصمة بغداد وباقي ملاعب المدن العراقية تكون وتائر التحضير والاعداد الفني للدور المقبل من منافسات الدوري قد بلغت ذروتها وشارفت على الانتهاء وفق حصيلة غير متساوية للفرق المشاركة بعد ان حظي بعضها بفترات تدريب جيدة ومعسكرات مهمة القت باهميتها على طبيعة الاستعدادات في حين بقي البعض الاخر معتمدا على ما توفر له من امكانات محدودة يبدو انها لم تؤثر على شكل الاعداد المفترض ان يصل الى مراحل منسجمة مع طبيعة الصراع في الدور المقبل من المسابقة بعد ان اصبحت المنافسة منصبة اولا على الوصول الى المربع الذهبي من جهة ومن ثم الانتقال الى مرحلة لاحقة من الصراع على اللقب والمراكز المتقدمة لضمان المشاركة المستقبلية في البطولات الخارجية ان توفرت مستقبلا.
ولعل التنوع الواضح في أقطاب الصراع في المجموعات الثلاث التي توزعت عليها الفرق الـ14 واصطفاف جميع الفرق على خط واحد بقدرات متكافئة تقريبا من المؤمل ان يشكل هذا التنوع والتقارب فرصا لكل الفرق في البحث عن خطوات مهمة وحيوية في مشوار الصراع، الامر الذي دفعها لتكثيف مراحل تدريباتها.
وفي قراءة مبكرة في تضاريس المجموعة الاولى التي تضم حامل اللقب اربيل وغريمه الجوية وكذلك الميناء وكركوك والصناعة تظهر للوهلة الاولى مدى حجم الخطورة التي تشكلها.
فريق الصناعة الذي ظهر بمستوى واضحاً برغم بلوغه الدور النهائي بقرار اتحادي خارج اللوائح التي تعلنها منذ انطلاق الموسم بيد ان الصناعة الذي فقد الكثير في بداية المباريات عاد وعدل من رحلته واصبح واحدا من المنافسين للفرق الكبيرة او الجماهيرية للمضي نحو مراحل اخرى لاحقة يريد فيها تحقيق افضل مما خرج به من المراحل التمهيدية
ويكاد يكون اربيل هو الأكثر إفادة من فترات التحضير المستقرة والمنظمة في هذه المجموعة لأسباب عدة منها استمرار تدريباته واستضافته لأكثر من فريق في مباريات تجريبية ودية كان هو المستفيد الاكبر منها وخصوصاً مواجهته التجريية مع الزوراء الجمعة الماضية على ملعب فرانسوا حريري.
ويبدو ان الجوية سيعتمد كثيرا على رحلته في دوري أبطال آسيا وما استمده منها من خبرة وتجربة يمكن ان تصب في مصلحة الفريق الذي أبدى نوعاً من الاستقرار في المراحل التمهيدية للمسابقة، لكن يبقى الجوية مهددا من حامل اللقب في مهمتهما الجديدة
ويبقى التساؤل المشروع حول مهمة الميناء الغامضة في هذه المجموعة فأكثر من مرة يتعثر معسكر خارجي مفترض للميناء، مرة يؤكد مسؤولوه بانه سيقام في الكويت وتارة اخرى في الامارات من دون تحقيق أية خطوة جديدة على صعيد التهيؤ للمنافسات بيد ان من الصعوبة ان يتخلى عن تاريخه ومكانته في الدوري وهذا ما سيدفعه لتقديم الافضل في الادوار المقبلة
وبرغم الصعوبة المتوقعة التي يواجهها كركوك يبقى وضعه غامضاً على ساحة الصراع بعد ان أبدى تطوراً واضحاً في مبارياته الماضية
وفي المجموعة الثانية تبدو كفة الكهرباء هي الأرجح نظراً لما قدمه من مباريات كبيرة وواضحة عكست قدراته على مقارعة كل الفرق الجماهيرية وغيرها وما حققه الكهرباء من نتائج ووصوله الى دور النخبة قبل انتهاء المراحل التمهيدية ويبقى الكهرباء هو المنافس الوحيد والصعب للطلبة وكربلاء في هذه المجموعة التي تضم نفط الجنوب ودهوك ايضاً.
وشهدت مراحل اعداد كربلاء نوعا من التغيير بعد ان خاض الفريق اكثر من مواجهة تجريبية من بينها مع الميناء وحقق فيها فوزا وديا وكذلك معسكره في اربيل أسهم في رفع مستوى التحضير قبل انطلاق الدور النهائي لمسابقة الدوري العراقي لكرة القدم.
من جهته امضى دهوك مراحل اعداد جيدة من الممكن ان تمنح الفريق ومدربه فرصة للتطوير والإفادة من مجريات الإعداد المستقر لكرة دهوك التي تعتمد على طموح قوي في المنافسات المقبلة.
ومن الواضح ان تفاصيل المجموعة الثالثة تبين انها هي الأصعب والأكثر غموضا بعد ان اصبح مصير فرقها الاربعة غير معروف لتواجد اكثر من طرف قوي طامح للمنافسة ووجود الزوراء والشرطة والنجف في هذه المجموعة التي سيتأهل عنها فريق واحد الى المربع الذهبي يعني ان بعض الكبار سيغيبون من دون ادنى شك من حلبة صراع المربع الذهبي ليكون مسرحا ايضا للمفاجآت المنتظرة.
ولأهمية الموقف وحساسيته في هذه المجموعة المضطربة يبقى الشرطة هو الأكثر بروزا في المراحل الماضية من خلال القوة التي أبداها في كل خطوطه تقريبا لكن هل يبقى في منأى عن مطاردة النجف والزوراء هذا ما ستكشف عنه المراحل المقبلة لكن الجميع يقف على قدم المساوراة في الأعداد فالزوراء خاض عدة لقاءات تجريبية يقول عنها مدرب الفريق راضي شنيشل انها مفيدة وجعلت تصورات ميدانية كثيرة تقفز الى واجهة مفكرته التدريبية مبدياً في الوقت ذاته ثقته الكبيرة.
وتثير المجموعة الثالثة جدلا كبيرا حول مجرى الصراع فيها لما تضمه من فرق تتطلع كلها الى النتائج الجيدة وعدم السماح لنفسها ان تحضع لغير ذلك فالشرطة الذي شق طريقه متصدرا لمجموعته في المراحل التمهيدية ووصوله الى الدور النهائي وهو في المقدمة سيواجه حواجز وعراقيل يدرك جهازه الفني حجم صعوبتها وهو يتأهب لمواجهة خصوم لهم ثقلهم المعنوي والفني في المجموعة كفريق النجف والزوراء المتصارعين على بطاقة التاهل الوحيدة الى المربع الذهبي مما يعني ان اقصاء اثنين من هؤلاء الكبار امر اصبح واقعيا ولابد منه.
ففي قلعة الزوراء ما زال المدرب راضي شنيشل يراهن على مستقبل مهمته ويلقيها على عاتق الشباب لمواصلة المشوار. وفي المقابل يرفع مدرب النجف عبد الغني شهد من درجة المنافسة ويعلن جاهزيته، بل تطلعه الى نقل الكاس الى مدينته لاول مرة وهو تطلع مشروع لمدرب وفريق له وزنه على خارطة الدوري العراقي ويبقى بيرس الفريق القادم من اقليم كردستان العراق الى جانب دهوك واربيل متطلعا لابداء نوع من المنافسة واثبات ذاته امام هؤلاء الثلاثة مستفيدا من تدريب مستقر وتحضير متواصل خلال الفترة الماضية يسعى فيها الى اكتساب قوة لمواجهة منافسيه.