البرازيل ليست سيئة.................. بل الأسوأ

لقد اخترت هذا العنوان الذي يعبر عن أسفي و خيبتي من أداء منتخبي المفضل الذي اعشق و أشجع بجنون منذ اكثر من 14 عاما

لم ارىيا اعزائي ابشع من هذا الأداء الذي أشاهده لمنتخب البرازيل في آخر مباريات مع كندا و فينزويلا و الباراغواي و الأرجنتين بالاضافة لمباراة التصفيات مع الأوروغواي التي ربحها منتخبي بصعوبة وأداء سيئ و حظ كبير للأسف

هذا بالاضافة لمباريات كوبا أميريكا الصيف الماضي باستثناء المباراة الأخيرة مع الارجنتين و التي كانت بيضة الديك لدونغا (المدرب الفاشل في نظري) والتي لن يكون بعدها ولم يكن قبلها شيء يذكر و يمتع او يقن



طوال تاريخ منتخب البرازيل كنا نرى كرة جميلة هجومية ساحرة و امتلاك للملعب و الكرة من أول دقيقة لآخر دقيقة وكانت هذه الطريقة باللعب (طريقة الامتاع)تسبب الخسارة للبرازيل في كثير من الأحيان خصوصا اذا ما التقت مع منتخبات تكتيكية كما حدث مع ايطاليا عام 82



أو اذا لم يحالفها الحظ في احراز الفرص المحققة و التي كان منتخبي يحصل على الكثير منها طوال المباراة(وهذا ما لا أشاهده اليو أبدا)

كما حث مع فرنسا في 86 أو مع الأرجنتين عام 90





ثم أتى باريرا و الذي كان يرى أن البرازيل لم تربح بطولة العالم خلال 24 عام بسبب الاعتماد على الكرة الجميلة الهجومية و اغفالها المهام الدفاعية فقرر أن من واجب البرازيل أن تهتم بالنتيجة و المحافظة على المرمى و الأهداف المحرزة هذا بالاضافة للمتعة الكروية التي تميز سحرة السيليساو وكان النصر عام 94 بالرغم من اصطدام البرازيل مع فرق قوية بدنيا و تكتيكيا كالسويد و هولندا و ايطاليا

هذا بفضل الاضافات الدفاعية لباريرا فقد اعتمد دونغا الذي لم يتعلم منه شيء و مدافعين صلبين بالاضافة للأظهرة المهرة المهاجمين و الذين لا ينسواالواجب الدفاعي ولكنه لم يغفل الهجوم فهو سلاح البرازيل للفوز دائما و أبدا

فحصلنا عام 94 على افضل ثنائي هجومي( روماريو /بيبيتو)بالرغم من توسط امكانات الأخير ولكن عمل بارايرا في التناسق الهجومي و انضمام الأطراف للمساندة ووجود لاعب وسط مدافع و قادر على بناء الهجمات كدونغا(الذي نسي كيف كان لعب)هو ما حقق الفوز

وفي عام 98 مع زاغالو كان استمرارية لهذا النهج مع بعض الاضافات فكان الأداء الجيد الجميل خصوصا مع انضمام رونالدو للتشكيلة الأساسية و ايضا التكتيك و الانضباط الجيدين و مباراة نصف النهائي مع هولندا شاهدة على ذلك ولكن الاستثناء أتى في الفاينل مع فرنسا وبسسب ظروف لا أحد يفهمها للآن وطبعا وجود الملك زيدان

أما عام 2002 و بالرغم من صعوبة التصفيات التي واجهت البرازيل و هذا برأيي كان بسبب المدربين الذين كانوا مشرفين على النتخب آنذاك كالمنافق لوكسومبرغو

فأتى سكولاري ومع نفس الاعبين ولكن بذكائه واختياراته الجيدة للاعبين قدم المنتخب أداء رائع و دفاع جيد ووسط وامتلاك للكرة و تبادل مواقع فكان المنتخب جميل و النصر أجمل

أما 2006 مع باريرا ايضا كان المنتخب جيد في جميع النواحي التكتيكية و المهارية فقد أدت البرازيل قبل المونديال مباريات رائعة باستثناء 60د في مباراة التصفيات مع الأرجنتين في بيونس أيرس وهذه ليست مفاجأة فهذا مايحصل عادة عندما تلتقي البرازيل مع الأرجنتين في بيونس الأرجنتين ويحصل العكس تماما عندما تلعب في البرازيل (هذا طبعا قبل دونغا و المأساة في مبارتهما الأخيرة المقرفة جدا)

لكن معدل الأعمار الكبير أدى الى نقص اللياقة البدنية بعد موسم طويل من نجوم البرازيل و أيضا البروباغندا الاعلامية بأن البرازيل هي البطل المتوج قبل بداية المونديال من قبل كل وسائل الاعلام البرازيلية و العالمية و لاعبي الفرق الأخرى و كل الأرض أدى الى ما حصل



طبعا بالاضافة لاصطدام البرازيل مرة أخرى بأفضل لاعب كرة قدم في التاريخ و هو زيزو



أما الآن يا أصدقائي وللأسف أنا أرى أسوأ فريق برازيلي في التاريخ .فلا كرة جميلة ولا نتائج و لا امتاع ولا اقناع و سبب ذلك هو تفكير المدرب.لأن اللاعبين المهرة موجودين و نراهم مع الاندية الأوروبية يملكون الفنيات و اللياقة وأيضا الفكر و التكتيك الذي تعلموه من مدربي أوروبا العظام .ولا يمكن أبدا أن تكون مشكلة البرازيل هي مشكلة لاعبين فهي منجم للاعبين الممتازين على مر السنين ولكن هذه النجوم تحتاج لمن يقودها و ينظمها و يخرج أفضل ما لديها

البرازيل يا أصدقائي لها أسلوبها في اللعب وواجب المدرب أن يستثمر هذا الأسلوب و هذه المهارة في فتح المساحات في دفاع الفريق الخصم و أيضا لا ينسى تنظيم الدفاع ليقلل من الفرص الخطرة على مرماه.

البرازيل تعودت على امتلاك الكرة و المراوغة وزيادة العدد في الهجوم وضغط الفريق المنافس و ارباكه

وكانت الثغرة دائما أنها تتعرض لهجمات مرتدة نتيجة زيادة الضط الهجومي ولكن الآن مع هذا المدرب أصبحت هي من يقوم بذلك هل هذا يعقل ؟

ما يفعله دونغا هو تغيير كلي 180 د في لعب البرازيل فأصبحو كأنهم فريق حديث العهد يتعلم و لا يتفوق أبدا.

فقد لعب مع البراغواي ب 3 لاعبي ارتكاز لأول مرة في تاريخ البرازيل و أصبحت صناعة اللعب معدومة والكرة تنتقل بكرات طائشة من الدفاع للهجوم دون تدخل الوسط و هذا ما أعطى الفرصة للفريق الخصم بامتلاك الكرة أكثر و أصبح الضغط يمارس على البرازيل بدل أن تمارسه هي كما كانت تفعل و المفارقة هنا ان لاعبي البرازيل لا يتحملوا الضغط فالهفوات الدفاعية من سماتهم و هم عدة من يمتلكون الكرة و يبقوها لأطول فترة ممكنة في نصف ملعب الفريق الخصم لتقليل الضغط على المدافعين متوسطي المستوى

ويجب ملاحظة أن هذا الاسلوب الدفاعي الذي يحبه دونغا ينجح مع الفرق الأوروبية التي تملك لاعبين مدافعين متعودين على ذلك .فما يحصل هو تدمير كلي للمنتخب و تاريخه.

أنا يا أصدقائي لست ضد الدفاع و الاهتمام به بل ضد صبغ البرازيل بسمة دفاعية غير قارة على اللعب بها و ذلك بسبب تركيبة اللاعب البرازيلي.

فالعب يكون بلاعبي ارتكاز أحدهما مدافع كليا يساند قليلا في الهجوم و الآخر قادر على قطع الكرات و تمريرها سريعا وبدقة للاعبي الوسط الهجومي أو المهاجمين اذا كان هناك مساحة و هذا يعني أن مينييرو لا ينفع و جوزويه هذا لاينفع.

ثم أين تبادل المراكز؟ و الكرات الأرضية الجميلة التي كانت البرازيل تلعبها و تخرق أقوى الدفاعات ؟ أين التركيز على الهجوم؟

يبدو أنه نسي ذلك تماما

وللاسف و أنا أشاهد أمم أوروبا بمتعة و حسرة و أرى كيف تلعب هذه الفرق و تمتع و تقنع .فالدفاع منظم و الهجوم فعال

فكيف تفسرون اداء منتخب متوسط مثل روسيا؟ انه مدرب عظيم لديه لاعبين يمتلكون مهارات جيدة الى متوسطة . فحولهم الى منتخب مرعب هجوميا و جعل من لاعبين مثل اندريه أرشافين و زيركوف و بافيليشينكو افضل من كل نجوم البرازيل .

وذلك بسبب حنكة غوس هيدينك في اقتناء اللاعبين المنسجمين مع بعضهم و تنظيمهم و تدريبهم على تبادل الكرات السريع و تبادل المواقع و التحول السريع من الدفاع للهجوم و عدم ترك الفرصة للفريق الخصم بالمبادرة (كما يفعل أبله البرازيل).

فنرى رأس الحربة ذهب للأطراف و أصبح جناحا آخذا معه من يراقبه بينما يتقدم لاعب الوسط لاحداث ثغرة و الجناح يتقدم لمركز رأس الحربة. هذه كرة قدم ,لاعبين يتحركون في الهجوم ولا يبقوا متمسمرين في مكانهم كلاعبي البرازيل الآن

ان البرازيل يا أعزائي هي من علمت هذه الفرق و المدربين كيف تهاجم و لذلك تسمى روسيا الآن برازيليا و لسخرية القدر أن البرازيل الآن لاتملك هجوما و لا دفاعا

اين تقدم الأطراف المفيد هجوميا ؟و اذا حصل فلا يكون بركض الظهير من دون هدف و دون تغطية فاذا قطعت الكرة نرى الفريق الخصم ينفرد خلال ثواني بجوليو سيزار .و السؤال ماذا فعل عدد المدافعين الهائل الذي يشركه دونغا ؟ فلا شارك هجوميا و لا دفاعيا

أين صناعة اللعب ؟أين اللاعب الوسط المهاجم الذي تمر عليه الكرة في كل هجمة ,فاما يتقدم للاختراق أو التسديد,أو يوزع الكرة لأحد الأطراف المتقدمة التي اشتهرت بها البرازيل و التي تعرف كيف تتعامل مع هكذا مواقف (يعني جيلبيرتو الظهير هذا من أين ؟)

أو يمرر بينيا و ينتظر الكرة لاعب مهاجم فذ يقنتصها في المرمى .فنحن لا نرى سوى كرات طويلة عشوائية لا تنفع بل تضر.

و اذا كان سيتحجج بغيلب كاكا و رونالدينهو,فهو لديه دييغو الرائع مع فيردر بريمن و المغيب في المنتخب .

فقد أنزله احتياطيا في مباراة الأرجنتين ثم أعاد سحبه بعد 30 د لينزل مكانه دانييل الافيس الظهير .هل هذا يعقل ؟ دييغواحتياط؟ ثم يشرك ثم يسحب من جديد ؟ان دونغا لا يدري ما يفعل صدقوني. ولو كنت رئيس الاتحاد البرازيلي لأقلته بين شوطي المباراة مع الأرجنتين لأدائه المزعج.

و في النهاية أتمنى اقالته في أقرب وقت و جلب مدرب محترم يعرف كيف تلعب البرازيل و يسير اللاعبين و يرينا فريقنا المفضل رائعا من جديد

و أنا أقترح زيكو لأنه لاعب من زمن جميل يقدر قيمة الكرة الهجومية البرازيلية و درب اليابان الضعيف و أدى معهم بأسلوب جميل و كذلك مع فنربخشة الموسم الماضي كان ممتازا.أسفي على دونغا فقد لوث تاريخه كلاعب رائع بتدريبه الغبي و كان الله في عون البرازيل معه